ديوان أبجدية الياسمين
نزار قباني
أنا قصِيدةُ حُبٍّ...
- 1 -
أنا مسؤولٌ... عن كلِّ قصيدةِ حُبٍّ كَتَبتُها...
ابتداءً من الوصول إلى جَبَل طارقْ...
وانتهاءً بمغادرة (قصر الحمراءْ)...
مسؤولٌ عن سُيُوف (بني الأحمر)...
واحداً... واحداً...
وعن تنهُّداتهمْ... واحداً... واحداً...
- 2 -
أنا مسؤولٌُ عن هذا الوطن الجميلْ...
الذي رسَمْتُهُ مرةً بانتصاراتي...
ومرةً... بفتوحاتي... وأوسمتي...
ومرةً... بانكساراتي... ودُمُوعي...
- 3 -
أنا مئذنةُ حزينةٌ...
من مآذنِ قُرْطبهْ...
تُريدُ أن تعُودَ إلى دمشقْ...
- 4 -
أنا تراثُ أمي... من الياسمينْ والخبّيزَهْ...
لا يزالُ ينكُشُ تحت ثيابي!!
- 5 -
أنا قصيدةُ حُبٍّ
كانتْ سَبَباً...
في سُقُوط العَرَب من الأندلسْ!!
- 6 -
أنا أوَّلُ البكاءْ...
وآخرُ البكاءْ...
- 7 -
أنا مجموعة من الأحزان...
يستعملها الرُهْبان لصنع شُمُوعهْم...
- 8 -
أنا في النهارْ...
سَيْفٌ من سُيُوف عبدالرحمن الداخِلْ...
وفي الليل، مَرْوَحةٌ من الريشْ...
في يد إحدى راقصات (الفلامِنْكُو)...
- 9 -
أنا موشَّحٌ أندلسيّ...
لم تكتُبْ ساحاتُ (الحَمْراء) أجملَ منه...
قيثارةٌ... تنتحِبُ
على صدر (غارثيا لُوركَا)...
- 10 -
أنا ياسمينةٌ تتسَّلَقُ صباحاً
على عباءة (أبي عبدالله الصغيْر)!!
- 11 -
أنا مجموعةٌ من المواويلْ...
تستعملُها جبالُ لبنانْ...
للتعبير عن بكائها...
- 12 -
أنا كلُّ أوجاع العالَمْ...
من جُولْييت غريكو...
إلى بابلو نيرُودّا...
- 13 -
على شفتيكِ
أيتها الأندلسيّة...
أبحثُ عن خط الاستواءْ
وعن غابات إفريقيا...
وعن حبّ الهالْ...
والفلفلِ الأسودْ...
ونبيذ مالاغا...
وزرقة القلوع
على شاطئ (ماربيا)...
- 14 -
أنا مسؤولٌ...
عن (زمان الوصلِ بالأندلُسِ)...
وعن غَزَلياتِ (العبّاس بن الأحنَفْ...)
وعن كلّ وردةٍ حمراءْ...
تضعُها (الولاّدةُ بنتُ المستكْفي)...
على جبينها...
- 15 -
أنا مجموعةٌ من الدموْع...
تسبحُ من بلاد الشعرْ...
ولا يعرفُ أحدٌ...
في أيّ مكانٍ على شاطئ عُيُوني...
تصُبّ...
(سبتمبر 1997)
نزار قباني
أنا قصِيدةُ حُبٍّ...
- 1 -
أنا مسؤولٌ... عن كلِّ قصيدةِ حُبٍّ كَتَبتُها...
ابتداءً من الوصول إلى جَبَل طارقْ...
وانتهاءً بمغادرة (قصر الحمراءْ)...
مسؤولٌ عن سُيُوف (بني الأحمر)...
واحداً... واحداً...
وعن تنهُّداتهمْ... واحداً... واحداً...
- 2 -
أنا مسؤولٌُ عن هذا الوطن الجميلْ...
الذي رسَمْتُهُ مرةً بانتصاراتي...
ومرةً... بفتوحاتي... وأوسمتي...
ومرةً... بانكساراتي... ودُمُوعي...
- 3 -
أنا مئذنةُ حزينةٌ...
من مآذنِ قُرْطبهْ...
تُريدُ أن تعُودَ إلى دمشقْ...
- 4 -
أنا تراثُ أمي... من الياسمينْ والخبّيزَهْ...
لا يزالُ ينكُشُ تحت ثيابي!!
- 5 -
أنا قصيدةُ حُبٍّ
كانتْ سَبَباً...
في سُقُوط العَرَب من الأندلسْ!!
- 6 -
أنا أوَّلُ البكاءْ...
وآخرُ البكاءْ...
- 7 -
أنا مجموعة من الأحزان...
يستعملها الرُهْبان لصنع شُمُوعهْم...
- 8 -
أنا في النهارْ...
سَيْفٌ من سُيُوف عبدالرحمن الداخِلْ...
وفي الليل، مَرْوَحةٌ من الريشْ...
في يد إحدى راقصات (الفلامِنْكُو)...
- 9 -
أنا موشَّحٌ أندلسيّ...
لم تكتُبْ ساحاتُ (الحَمْراء) أجملَ منه...
قيثارةٌ... تنتحِبُ
على صدر (غارثيا لُوركَا)...
- 10 -
أنا ياسمينةٌ تتسَّلَقُ صباحاً
على عباءة (أبي عبدالله الصغيْر)!!
- 11 -
أنا مجموعةٌ من المواويلْ...
تستعملُها جبالُ لبنانْ...
للتعبير عن بكائها...
- 12 -
أنا كلُّ أوجاع العالَمْ...
من جُولْييت غريكو...
إلى بابلو نيرُودّا...
- 13 -
على شفتيكِ
أيتها الأندلسيّة...
أبحثُ عن خط الاستواءْ
وعن غابات إفريقيا...
وعن حبّ الهالْ...
والفلفلِ الأسودْ...
ونبيذ مالاغا...
وزرقة القلوع
على شاطئ (ماربيا)...
- 14 -
أنا مسؤولٌ...
عن (زمان الوصلِ بالأندلُسِ)...
وعن غَزَلياتِ (العبّاس بن الأحنَفْ...)
وعن كلّ وردةٍ حمراءْ...
تضعُها (الولاّدةُ بنتُ المستكْفي)...
على جبينها...
- 15 -
أنا مجموعةٌ من الدموْع...
تسبحُ من بلاد الشعرْ...
ولا يعرفُ أحدٌ...
في أيّ مكانٍ على شاطئ عُيُوني...
تصُبّ...
(سبتمبر 1997)